الأربعاء، 12 يناير 2022

 

صدى – عبدالله البردوني

 

من ذا يناديني ؟ احسّ نداء  ..  يعتادني ، فيحيلني اصداء

خلفي ، وقداّامي ، يزنبق دفئه  ..  وينرجس اللفتات والإغراء

فأشدّ أنفاسي وأعراقي إلى  ..  فمه ، وأغزل من شذاه رداء

من ذا ؟ ويلثمه التساؤل والمنى  ..  يحفرن عنه الحيرة الشقراء

والباب يلثغ ، باللقاء وينطوي  ..  في صمته ، يتحرّق استجداء

والسهد يلهث ، في الرفوف ، ويحتسي  ..  أنفاسه ، ويجرجر الأعياء

فأقول للجدران : من ظ وتقول لي :  ..  من ؟ والكزى تتساجل الأيماء

وتمد اذرعها اليه ، وتنحني  ..  تصغي ، وتجمع ظلّها ، أشلاء

والليلة الكحلى ، تصيخ إلى الصدى  ..  فتحيلها معزوفة سمراء

وتميس ، من خلف الثقوب ، كناهد  ..  خجلى ، تريد وتحذر الإفشاء

من ذا يناديني ؟ ويدنو من يدي  ..  حتى أهمّ بلمسه ، يتناءى

كيف استسرّ ؟ وأستحيل ترقبا  ..  شرها ، يداري السّهد والإغفاء

حتى يعود .. أكاد أهتف باسمه  ..  ويريبني ، فأضيّع الأسماء

من أين يدعوني ؟ وأنبش لهفتي  ..  عن نبعه ، وأفتش الأصغاء

وأمدّ أسئلة ، يمنّي بعضها  ..  بعضا ، ويضحك بعضها استهزاء

من أين باح ؟ أمن هناك ؟ ربما :  ..  أم أنّه من ها هنا ، يتراءى

من حيث لا أدري ، وأدري انه  ..  يعتادني ، فيحيلني اصداء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق