الجمعة، 23 ديسمبر 2022

 

الاخيرة

10♦بانت سعاد وليس الود ينصرم - عدي بن الرقاع

بانَت سُعادُ وَلَيسَ الوُدُّ يَنصَرِمُ وَداخِلَ الهَمِّ ما لَم تَمضَهِ سَقَمُ وَصَلتُ مَنزَلَةً قَفراً وَقَفتُ بِها كَمِثلِها إِذا بِها ا

 

بانَت سُعادُ وَلَيسَ الوُدُّ يَنصَرِمُ .. وَداخِلَ الهَمِّ ما لَم تَمضَهِ سَقَمُ

وَصَلتُ مَنزَلَةً قَفراً وَقَفتُ بِها .. كَمِثلِها إِذا بِها الأَحياءُ وَالنَعَمُ

عامِيَةً جَرَّتِ الريحُ الذُيولَ بِها .. فَقَد تَخَذَّمَها الهِجرانُ وَالقَدَمُ

وَأَمحَلَت بعدَ إِخصابٍ يَدُرُّ بِها .. مُنَوِّرٌ رَشَحَت أَطفالَهُ الدِيَمُ

فَلَن يَعودَ إِلَيها أَهلُها أَبَداً .. حَتّى يَعودَ لَها أَزمانها القُدُمُ

عُجنا إِلَيها وَما عُجنا لِتُخبِرَنا .. إِلّا اللُجاجَةُ وَالوَهمُ الَّذي تَهِمُ

وَلَيسَ يَمنَعُها أَن تَستَجيبَ لَنا .. مَعَ العَمى اليَومَ إِلّا العِيّ وَالصَمَمُ

بِها أَخايدُ مِن آثارِ ساكِنِها .. كَما تَرَدَّدَ في قَرطاسِهِ القَلَمُ

أَو حالِكٌ في ذِراعَيْ حرةٍ بَذَلَت .. .. لَهُ النَؤورُ وَلَم تَأَل الَّتي تَشِمُ

تَرى الَّذي جَمَعَ المُستَوقِدونَ بِها .. مُطَرَّحاً حَيثُ كانَت توضَعُ الحُزَمُ

رُبداً هَوامِدَ حيطَت بِالنُؤِيِّ فَقَد .. كادَ التُرابُ عَلَيها الجَونُ يَلتَئِمُ

أَو جاذِباً وَتَدتُهُ الفِهرَ صاحِبُهُ .. مِنَ الَّذي كانَ مَعقوداً بِهِ جِذَمُ

لَمّا غَدا الحَيُّ مِن صُرخٍ وَغَيَّبَهُم .. مِنَ الرَوابي الَّتي غَربِيُّها الكُمَمُ

ضَلَّت تَطَلَّعُ نَفسي إِثرَهُم طَرَباً .. كَأَنَّني مِن هَوهُم شارِبٌ سَدِمُ

مُسطارَةٌ بَكَرَت في الرَأسِ نَشوَتُها .. كَأَنَّ شارِبَها قَد مَسَّهُ لَمَمُ

حَتّى تعَرَّضَ أَعلى السيحِ دونَهُم .. .. وَالجُبُّ جُبُّ بَني العَسراءِ وَالهِدَمُ

فَنَكَبّوا الصَوَّةَ اليُسرى فَمالَ بِهِم .. عَلى الفَراضِ الجامِل الثَلِمُ

لَولا اِختِباري أَبا حَفصٍ وَطاعَتَهُ .. كادَ الهَوى في غَداةِ البَينِ يَغتَرِمُ

لَهُ عَلَيَّ أَيادٍ لَستُ أَكفُرُها .. وَإِنَّما الكُفرُ أَلا تُشكَرَ النِعَمُ

إِذا هَبطتُ بِلاداً لا أَراكَ بِها .. تَجَهَّمَتني وَحالَت دونَها ظُلَمُ

أَغَرُّ أَروَعُ بهلولٌ أَخو ثِقَةٍ .. حُلاحِلٌ مِن ثَراهُ اللَينُ وَالكَرَمُ

في شِدَّةِ العَقدِ وَالحِلمِ الرَزينِ وَفي .. القَولِ الثَبيتِ إِذا ما اِستُنَّتِ الكَلِمُ

لا يَتعَبُ الحَكَمُ حتى تَستَبينَ لَهُ .. مَواقِعُ الحَقِّ إِنَّ القاضِيَ الفَهِمُ

نَما إِلى السورَةِ العُليا اليَفاعِ فَما .. زلت به نعله يوما ولا القدم

حَتّى اِحتَبى بِمَكانٍ تَستَقيدُ لَهُ .. عَماعِمُ العَرَبِ المَذكورَةِ العُظُمُ

كانَت لِآبائِهِم مَذكورَةً زَحَموا .. عَنها قُرومَ قُرَيشٍ ساعَةً اِزدَحَموا

أَمراً وَلّوهُ فَلَم يَعيَوا بِسُنَّتِهِ .. وَحَمَّلوهُ فَما مَلّوا وَلا سَئِموا

إِن يَدهَموا يَطِدوا بِالصَبرِ أَنفُسِهِم .. وَلَن يَقومَ لَهُم في الحَربِ مَن دَهِموا

لَو ناضَلوا الناسَ عَن أَحسابِهِم نَضَلوا .. وَإِن قَضَوا لَم يَجوروا في الَّذي حَكَموا

في أَنَّ عِندَهُمُ وَاللَهُ فَضَّلَهُم .. لِلحَمدِ سوقٌ وَلِلمَظلومِ مُنتَقِمُ

يَزيدُ ذا الشَيبِ مِنهُم شَيبُهُ كَرَماً .. وَيَستَنيرُ فَتاهُم حينَ يَحتَلِمُ

وَلا يَشُدُّ عَلى ما في خَزائِنِهِم .. قَبضُ الأَنامِلِ إِلّا رَيثَ يُقتَسَمُ

فَزادَهُم رَبُّهُم خَيراً وَفَضَّلَهُم .. بِخَيرِ ما فُضِّلَ السُلطانُ وَالأُمَمُ

هو عدي بن زيد بن مالك بن عدي بن زيد بن مالك بن الرقاع بن عاملة.

** ولادته **

سنة ولادته غير معروفة، لكنَّه سكن دمشق وعاصر عبد الملك بن مروان وعمر بن عبد العزيز وقد دامت خلافة هؤلاء حتى سنة 101هجرية، توفي على الأرجح في عام 95 هجرية، وكان من حاضرة الشعراء لا من بدايتهم كما يقول الأصفهاني في كتابه الأغاني.

**صفات عدي بن الرقاع **

كان أعرجاً وعدّه الجاحظ من البرصان، وكانت له بنت تقول الشِّعر يُقال لها سلمى، حيث كان مُقدّماً عند بني أميّة، حيث أكثر من قصائد مدح الوليد بن عبد الملك و عمر بن الوليد.

وصلنا من ديوان عدي بن الرقاع 1093 بيتاً مجموعة في 76 قصيدة، ذكره ابن خيل الأشبيلي في فهرسته، ولقَّبه ابن دريد في كتاب الاشتقاق بشاعر أهل الشام، وقد ذكره العلَّامة السيد حسن محسن الأمين في مستدركات أعيان الشيعة، ولم يذكر أنَّه كان شيعياً والظاهر بل الأكيد أنَّه لم يكن كذلك، المظنون أنَّ سبب ذكر العلَّامة الأمين له هو انتسابه لبني عاملة فقط.

** ما كُتب فيه **

عدي بن الراقع العاملي: حياته و شعره- كتاب من إعداد تحسين محمد صلاح – طبع 1999 – الأردن وزارة الثقافة.

عدي بن الرقاع العاملي : أفضل من وصف ظبياً وعيني امرأةٍ – كتاب من إعداد تحسين محمد نور الدين العاملي اللبناني- 2001 – دار الموسم – بيروت.

الإثر الحضاري في شعر عدي بن الرِّاقاع العاملي – مريم بنت عواض جابر الحارثي – رسالة ماجستير – جامعة أم القرى – 2001.

ديوان عدي بن الراع العاملي، تحقيق د. نوري حمودي القيسي و د. حاتم الضامن، بغداد: المجمع العاملي العراقي، سنة 1407 هجرية / 1981ميلادية.

معركة عدي بن الرقاع مع جرير

حاول ابن الرقاع أن يواجه جرير في الشِّعر فلم يستطيع ذلك ثم خافه و إستنجد بالوليد بن عبد الملك أن يمنع لسان جرير عنه، وقال جرير:

يقصر باع العاملي عن الندى *** ولكنَّ ……. العامليِّ طويل

وكان جرير يهزأ به و يعيِّره بنسبه وبعد أن سمع العاملي هذا البيت من جرير وثب على أقدام الخليفة الوليد بن عبد الملك وأخذ يقبِّلها وقال أجرني منه يا أمير المؤمنين، فأجاره منه وقال لجرير لئن شتمته لأجلدنَّك حتى تبيعك الشعراء بذلك فتركه جرير ويظهر أنَّ ابن الرقاع أراد مواجة جرير ليشتهر من ورائه ولكنْ بعد ما ذاق قوَّة وصلابة شعره وأثر وقعه اختار أن ينجو بنفسه من سلاطة لسانه .

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق